الأحد، أبريل 13، 2008

محلة مصر....ما حل بمصر



زي أي واحد مصري بيحاول يستعد للأيام الأسود من اللي إحنا فيها ...واللي مش عارفين حجم الدواهي حتبقى إزاي فيها....وقاعد بحاول أفهم و أكشف و أحلل ...دم و حاجات تانية....وزي ماقلت كافي شيري خري و عمال أكلم طوب الأرض المصري عن النيلة المنيلة بستين نيلة اللي إحنا متنيلنها....وإذ بي أفوجأ بدعوة الإضراب يوم 6 إبريل .....طبعا مابين معارض و مشارك ومتفرج ومصقفاتي.....ومابين إستفزازات تهريجية ليا في بلاد الغربة...إيه يا شادي....حتضرب فين اليوم ده؟؟؟...وأخوكو مطنش خالص....وبصرف النظر عن وجهة نظري في الإضراب قبل و أثناء....فأنا اليوم...لازم أتكلم...لأن كل شيء إنكشف وبان.. ووضح ....واللي وضحه أكتر الصورة ثلاثية الأبعاد اللي كونها عم وائل عباس بتصوير موقع الأحداث لقتل أخونا المرحوم أحمد

أو الشهيد أحمد علي مبروك.....زي ما جه على لسان والد القتيل....وأنا مصر على لفظ القتيل....لأنه قتل...و قتل مغدورا...... وقتله فجر حاجات كتير لازم يتحط حواليها مربع مكتمل الأضلاع و باللون الأحمر و كل حاجة عايزة قوالة من هنا للصبح

زي السادة وكلاء النيابة اللي نزلوا يحققوا في أحداث المحلة المؤسفة....على حد قول الحاج أحمد موسى رحمه الله دفاعا عن مانشيت الأهرام.....بنمسك الحدث من آخره...علشان نعرف أوله فين......وآخره كان أحمر....بلون الدم الغالي لشباب مصر...اللي هو راس مالها....بعد ما إتباع كل ميراثها...وبقت على فيض الكريم...وزي ما عرفنا من يومين...لو بعنا اللي فاضل مش حيغطي ربع التضخم....يعني نرجع لراس المال اللي نزف دمه...وكان موقع الحادث يعلو عن أرض مصر بمقام دورين....وكانت الرصاصات الطائشة من أسفل الناس.....لأعلى.....لفوق.....حتى اللي فوق مش في أمان.....لأن العشوائية ....لا مؤاخذة.....مبتشوفش......و العشوائية دي إسم قصتنا التراجيدية السوداء النهاردة......العشوائية الرصاصية.....طلعت من سلاح....و السلاح ده في إيد عسكري....مصري....أغلب من الغلب.... كل آماله في الحياة إنه يعيش زي الكائنات الأسطورية اللي إسمها...البني آدمين....يقبض مرتب آخر الشهر...يكفيه لحد المرتب اللي بعده.....و يبقى مستور قدام الناس......و لأنه مؤمن...وعارف إننا كل ما نقرب ليوم القيامة بتنزع البركة من الأرض....فهو عارف إن السبب في إن المرتب مش مكفيه...هو إن معدش فيه بركة....فمش ناقصة يقل اللي مش مبروك.......وإزاي حيقل؟؟؟ لو مسمعش كلام اللي في إيده يخسف بمرتبه الأرض....اللي هو...ح الظابط......سعادة الباشا.....اللي قاله إضرب....و ض...ر...ب....ضرب مين؟؟؟.....ضرب و خلاص....كان فيه عيال ظايطة في الشارع و كان لازم الأمن يستتب.....وكانت الداخلية عاملة إستعداداتها كويس....فالداخلية كلها كانت في الشارع....تحسبا للأضراب....وتنفيذا للبيان........وتنفيذا للبيان وللدعوة و لكل الشو اللي كان قبل 6 إبريل...كان فيه ناس لازم تنزل تتفرج....زي مافيه ناس لازم تستخبى في البيت خوفا طبيعيا من أي مخاطر ممكن تحصل......والناس اللي بتتفرج حيكونوا أكيد شباب....إن ماكانش عيال......وناس معدية بالصدفة...وكان موقع الحدث المنتظر...بوابة المصنع.....وزي فيلم الصخرة لما الجنود اللي فوق متحفزين و الجنود اللي تحت متحفزين برضه ...وناس ماسكة نفسها لأنها عارفة إن اللي قدامنا دول مننا مش من الناس التانين.....و فيه ناس عندها جوه مش صافي......حد إتجوز أمه.....خطف اللقمة من بقه....يعني فيه حزازيات قديمة.....يبقى لما صوت طوبة يقع في فيلم الصخرة ولا هتيف من الهتيفة يقول كلمة و ياخد على قفاه....ماهمة منعوا كتاب "علشان ماتخدش على قفاك" علشان كده....لأن ضرب القفا مبقاش شفا خلاص..... بقى خلاص الواحد روحه في مناخيره و مش ناقصة..... و بعدين الجيل بتاعنا كان عندي...الجيل الجديد بقى بقى مبيسكتش للواحد على الكلمة...مش على القفا....وهكذ أذظنها بدأت.....عشوائية تصرف من مسئول ما ردا على حادث مؤذي من مواطن ما..... آجر معه مواطنون كثيرون...... تم الرد عليها بموقف سلطوي عشوائي برضه..... تم الرد عليها و إحنا قلنا الجيل الجديد ده مابيسكتش يا جماعة.... و بقى اللي معدي من الشارع التاني يجي يتفرج....و المهم بقت لمة....و جاء مفرق الجماعات و مظبط المظاهرات....قرار عشوائي بإسالة الدموع...... و إضرب يا محمد......العيال لقت مشاهد الجزيرة تحت رجليها.....أصبح لكل واحد رد فعل عشوائي إلهامه الوحيد ذات نفسه و تخيله لأرض المعركة بغزة

و إنتفضت الحجارة لوحدها بعشوائية....و مش حقول إنها مكنتش قلة قليلة...بس مش حقول مندسة

لأن كل حتة فيها حبة... وكل حبة بيعملوا حاجات عشوائية....والأمن مش عارف يعمل إيه..... ووكان همه التجمعات تتفرق.....المدرسة اللي جنبه تتكسر أو تتنهب مش مشكلة..... فيه برضه حاجات بيتعاملوا فيها برباطة جأش....زي اللي لابس رباطة عنق رائعة..بس على الفانلة الداخلية......وليس لها علاقة بوزارة الداخلية...ده مجرد تشابه فانلات

وكانت المباراة غريبة...... الشباب هايجين على الأمن.... خليها هايصين لحسن الناس تفهمني غلط......بس تقريبا هما نسوا همة هاجوا ليه...أو ممكن كل واحد هاج لسبب ما في نفسه.......و الأمن واقف متحفز و مدافع....بس مش عارف هو المفروض يدافع عن إيه بالظبط..... يعني حسب الروايات اللي جاية من قلب الموقعة....... المدارس كانت بتتحرق و تتكسر جنب الأمن و الأمن مبيعملش حاجة....و تبعا للأوامر كان بيجري التنفيذ........أوامر بعضها عشوائي......حاصر هنا....بس إجري ورا دول...... أدخل الشارع ده.......أضرب بذخيرة مطاطية.....طب خليها حية.......ولآن الأوامر مكتش محددة هدف الضرب...فالضرب كان غير محدد الهدف....يعني إسمه عشوائي..... ولأن العساكر ولاد الحلال مش قادرين يحددوا مين المسئول عن النهب و الشغب و كل الإتهامات الجامدة دي...... فكل واحد و نصيبه....ضرب نار على الأرض.... في الحيطان....في الهوا..... تيجي في عين واحد ... أو تيجي جوه محل واحد .... أو تطير لفوق عند العصافير اللي واقفة في بلكونة في الدور التاني و تخش في دماغ أحمد اللي كان واقف يشوف فيه إيه تحت..... دنشواي التانية...... مع الإختلافات الكتير.... والإتفاقات الرهيبة
المحلة.....دنشواي 2008...... العساكر الإنجليز اللذين جاءوا لصيد الحمام من سماء دنشواي....ينظرون اليوم...لعساكر مصر المحروسة....اللذين أعدوا العدة لصيد حمائم التظاهرات و عصافير الإضرابات بكل ما أوتي إليهم من قوة و أوامر...... لقتل عصيان مدني عشوائي....حق أريد به حقوق مسلوبة بطريقة عشوائية ...... ضد دولة خلقت كل ما ينتمي لدولة عشوائية .....بسياستها العشوائية .... التي خنقت و خلقت جيلا حارب العشوائية بنفس سلاحها .... بعشوائية ..... فأزدانت البلاد بحصار أمني عشوائي ....... وأختبأ السياسيون العشوائيون ...... لتكون الحصيلة .... رصاص عشوائي ...... يقتل أبرياء عشوائيين ....... ويتهم نشطاء عشوائيين ..... و مشائين داخل الحيطان ...... و بتهم عشوائية ......... في جو من الدمار العشوائي
تلك هي محلة 2008 ...... وذلك هو ما حل بيوم 6 إبريل 2008.... العشوائية تحكمنا .... تقتلنا ....... ولكن تنجب عشوائية أخرى ...... يبرق من جنباتها الأمل ...... فكل فكرة ..... وكل دعوة ...... وكل إضراب .... هو تجربة لهذا الجيل الذي سمع و قرأ عن النضال السياسي .... أحسبه سيخلق نضالا من نوع جديد على مصر ..... نضال لن يلتزم ولن يبحث عن البطل الأوحد ...... الذي هزم كل ما يعوق النضال .... ثم قتل النضال ....... ولكنه سيخلق مليونا من الأبطال ..... سيشعرون بذلك الإحساس ...... ولن يتصارعون الزعامة ...... لأنها بطولة من نوع آخر ....... بطولة مواطن

ليست هناك تعليقات: